بحث عن الوعد بالتعاقد، مما لا شك فيه أن الوعد بالتعاقد يمثل دورًا مهمًا في الحياة العملية، حيث إنه يقدم مزايا للموعود له وللواعد أيضًا، هو وسيلة لحفظ حقوق الطرفين. 

وننوه بأن الوعد بالتعاقد هو عقد في ذاته، فالمؤمن عند شرطه، وكلمته كالسيف على رقبته، ولا سيما في أمور البيع والشراء التي تتطلب جدية في الأمر. 

سنعرض في بحث عن الوعد بالتعاقد، تعريف الوعد بالتعاقد، وآثار الوعد بالتعاقد، وأنواع الوعد بالتعاقد. فننصحكم بمتابعة المقال إلى النهاية؛ لاحتوائه على معلومات ثرية تخدم موضوع الوعد بإبرام العقد، وتفيد جميع باحثي القانون.

أولًا تعريف الوعد بالتعاقد مثلما ورد في كتب الوعد بالتعاقد في القانون

بحث عن الوعد بالتعاقد

توجد قوانين عربية لم تضع تعريفًا جامعًا مانعًا للوعد بالتعاقد، لكن هناك من عرفه، ويمكننا إجمال مفهوم الوعد بالتعاقد كما يلي:

“اتفاق بين طرفين يتعهد أحدهما للآخر بإتمام عقد في المستقبل، ويحدد نوع العقد هذا؛ بيع، شراء، سمسرة، وكالة”.

كما عرفه الفقه بأنه “عقد شفهي يلزم أحد الطرفين أو كلاهما بالالتزام بإبرام عقد تجاه الآخر، خلال المدة المتفق عليها”.

وقد حرم الدين مخالفة الوعد بالتعاقد، وعدها من خيانة الأمانة وخوارم المروءة.

يتخذ الوعد بالتعاقد صورتين هما:

  1. الوعد الملزم لجانب واحد من المتعاقدين، بأن يكون ملزمًا للواعد أن يوفي بوعده في إتمام العقد مع الموعود، ما دام الطرفان كلاهما على تمام الإرادة والرغبة في استكمال العقد الذي سبق وصار وعد به.
  2. الوعد الملزم للجانبين، وهنا يلتزم كل طرف في إبرام عقد معين مع الآخر، ما دام أراد أحدهما خلال وقت معين، فكل منهما يعدان واعدًا وموعودًا في الوقت ذاته.

الموضوع محوره: بحث عن الوعد بالتعاقد.

شروط الوعد بالتعاقد في القانون

وضع القانون شروط لاستكمال الوعد بالتعاقد، نظرًا لكونه من الموضوعات ذات حساسية والتباس شديدين. وشروطه:

  1. تضمين الوعد لجميع المسائل الجوهرية حول العقد؛ من شروط لمبلغ لنوع لوقت تنفيذ لتوقعات، كي تتضح معالم العقد ويبرم العقد النهائي بالوقت الذي تظهر فيه رغبة الموعود له دون الحاجة إلى الاتفاق على أي تفاصيل أخرى.
  2. تحديد المدة التي يتم فيها الوفاء بالوعد في التعاقد، ويجب أن تظهر فيها الرغبة والاستمراية بها، وتحدد المدة صراحة في العقد، خلال عام من تاريخ الوعد على الأكثر، أو وفقًا للمدة المرادة من المتواعدين.
  1. هناك من يحددوا المدة ضمنيًّا من ظروف العقد، كأن يتفق شخصان على وعد أحدهما للآخر بإعطائه شقة للإيجار طيلة إقامته في بلد غريب، هنا تكون المدة تبعًا لمدة الإقامة.
  2. إذا لم يشتمل الوعد بالتعاقد على مدة معينة يبرم عليها العقد صراحة أو ضمنًا، فلا يعد وعدًا بالتعاقد ويبطل الوعد.
  3. إذا كان العقد الموعود به شكليًّا كالرهن مثلًا، فإن الشكل الذي يعد ركنًا في أساس هذا العقد، يعد ركنًا في الوعد بالتعاقد.

لا يفوتكم بقية بحث عن الوعد بالتعاقد.

نوضح آثار الوعد بالتعاقد

  • إذا اكتمل الوعد بالتعاقد ترتب عليه آثار معينة، بعضها يظهر في قبل إظهار الموعود له الرغبة في إتمام العقد، والثانية بعد إظهار هذه الرغبة قبل التعاقد النهائي. 
  • إذا أظهر الموعود له رغبة في إتمام العقد خلال المدة المتفق عليها، دون الحاجة إلى رضاء جديد من الواعد، يصبح كل من الطرفين ملتزمين بتنفيذ الوعد.
  • وإذا رفض الواعد التنفيذ، يلجأ الآخر إلى القضاء لمساعدته في الحصول على حقوقه.

تابع بحث عن الوعد بالتعاقد

والآن نتكلم في عنصر رئيس وهو أنواع الوعد بالتعاقد

بحث عن الوعد بالتعاقد، يمكن الوعد بالتعاقد في أي نوع من العقود، لكننا سنوضح أشهر أنواع الوعد بالتعاقد وهي:

  1. الوعد بالبيع: ينشأ الوعد بالبيع بإرادة البائع والمشتري معًا، لكنه لا يلزم سوى البائع أما المشتري فلا شيء عليه. والوعد بالبيع ليس بيعًا نهائيًّا لكنه مقدمة للبيع النهائي، أما باقتضاء الشروط بين الطرفين صار العقد نهائيًّا. والوعد بالبيع هنا غالبًا يكون غير مقيد بمدة معينة، يترك وفقًا لظروف الطرفين واتفاقهما على الموعد.

هناك شرائع ترى أن يتضمن عقد البيع شرطًا جزائيًّا؛ نوعًا من التعويض عن عدم الالتزام إذا حدث. ويمكن اتفاق الطرفين على أن هذا العقد مانع من التصرف، حتى يتقيد في الرسم العقاري.

  1. الوعد بالشراء: ينشأ الوعد بالشراء بإرادتين، لكن تلتزم فيه إرادة واحدة فقط هي إرادة المشتري، فالوعد بالشراء مضمونه التزام المشتري بإتمام عملية الشراء كما وعد البائع بها، أما البائع فلا شيء عليه.

وإذا خالف المشتري الوعد بالشراء خلال المدة المتفق عليها، يحق للبائع اللجوء إلى القضاء لإجباره على إتمام البيع، بشرط أن تكون أركان العقد وشروطه كاملة، وله الحق في طلب التعويض نتيجة ما أصابه من خسائر بسبب فوات البيع.

مثال: شخص أراد بيع منزله إذا وجد مسكنًا آخر أفضل، وكي لا يضيع منه المنزل الأصلي بالبيع يحصل على وعد بالشراء، ويبحث عن مسكن آخر للشراء بسعر أقل أو في موقع أفضل، وإذا وجد ما يريد يتقدم إلى المشتري وإبداء رغبته في إتمام الوعد.

فالوعد بالشراء وعد قطعي على المشتري الالتزام به، وإلا يحق للبائع مطالبته بغرامة تهديدية ورفع دعوى ضده. 

لكن البائع لا عليه التزام، سوى اقتران الشراء بالعربون، وهنا يكون عقدًا ابتدائيًّا يجبر الجميع على إتمامه.

  1. الوعد بالتفضيل: يسمى الوعد بأفضلية وهو التزام مبدئي من المالك بأن يبيع ملكه للطرف الآخر ما دام أراد المالك بيعه خلال وقت معين.

وبناءً عليه فالوعد بالتفضيل هو التزام من البائع بعدم تفضيل الغير على المشتري الذي وعده، فهو التزام بإرادتين لكن تلتزم فيه إرادة واحدة هي إرادة البائع. أما المشتري الذي وعد بالشراء يمكنه إتمام العقد ويمكنه العدول عنه، ويتشابه الوعد بالتفضيل مع الوعد بالبيع، لكن الفيصل بينهما؛ أن الوعد بالبيع يبدأ الالتزام من الإمضاء على العقد، لكن في الوعد بالتفضيل يبدأ الالتزام عند الرغبة الحقيقية في البيع (وقت الإتمام).

ما زلنا نناقش: بحث عن الوعد بالتعاقد.

ما الفرق بين الوعد بالبيع والعقد الابتدائي؟

بحث عن الوعد بالتعاقد، يختلف عقد الوعد بالبيع عن العقد الابتدائي التمهيدي في أن العقد الابتدائي يكون بمنزلة خطوة فعلية في إبرام العقد النهائي وإنهاء الصفقة بالفعل، أما الوعد بالبيع مجرد وعد شفوي أو كتابي، لكنه لم يتضمن أي مرحلة من مراحل إبرام العقود سوى توافر الشروط والأركان والكلمة، أما الإجراءات فلا.

فالفرق بينهما كبير والعقد الابتدائي أعم وأشمل من الوعد بالبيع، حيث إنه شامل لأحكام كثيرة من بينها الوعد بالبيع وإتمام الوعد وإبرام العقد وتحصيل الشيء المراد شرائه من البائع.

ما الفرق بين الوعد بالبيع والبيع بالعربون؟

بحث عن الوعد بالتعاقد، يعد الوعد بالبيع تنفيذًا معنويًّا للوعد بالتعاقد، أما البيع بالعربون تنفيذًا ماديًّا وفعليًّا للوعد بالتعاقد، فأول خطوة هي الوعد بالبيع، يليها الاتفاق على عربون معين لضمان تعاون الطرفين للآخر، ثم إتمام العقد إن شاؤوا.

فالتعاقد بالعربون أعم وأشمل من الوعد بالبيع، والوعد بالبيع خطوة أولية للبيع بالعربون.

وكلا الخطوتين من أنواع الوعد بالتعاقد في موضوع بحث عن الوعد بالتعاقد.

ما حكم التراجع عن الوعد بالبيع؟

لاحظنا إشكالية كبيرة تواجه المهتمين بالوعد بالتعاقد، ألا وهي كثرة سؤال “هل الوعد بالبيع ملزم؟”. وما حكم التراجع عن الوعد بالبيع.

يعد التراجع عن الوعد بالبيع ملزمًا للبائع فقط، على الرغم من اتفاق الطرفين في البداية، لكن هنا الطرف الأكثر تحملًا للمسؤولية والبداية في الوعد بالتعاقد هو البائع، فهو صاحب أو المسؤول على الشيء المراد بيعه، أما المشتري فلا التزام عليه في الوعد بالبيع.

أحكام نقض في الوعد بالبيع 

بحث عن الوعد بالتعاقد

تكثر أحكام النقض في الوعد بالبيع في القوانين كافة، فيتضرر المشتري من عدم وفاء البائع بالوعد بالتعاقد، ويتجه إلى القضاء ويرفع الدعوى، وبعد المداولة يجد حكمًا نقضيًّا يحتمل أن يقنع المحكمة بعدم مسؤوليته والتزامه بالأقوال.

ونشير بأن أكثر الدعاوى المرفوعة على الوعد بالبيع، يحكم فيها بناء على أحكام النقض، لكن بالطبع ينظر القاضي إلى الوقائع أمامه ويعيد الاستماع إلى الشكاوى.

تابع: بحث عن الوعد بالتعاقد.

ورد مصطلح الوعد بالتعاقد في القانون العراقي، وورد أيضًا في القانون المغربي وفي القانون المصري وفي النظام السعودي؛ الذي يعد أقوى القوانين العربية، واشتمل في الأربعة على التفاصيل نفسها السالف ذكرها.

أمثلة على الوعد بالتعاقد 

  • عقد الوعد بالإيجار.
  • عقد الوعد بالبيع. (عقار، محل، سيارة).
  • عقد الوعد بالنشر.
  • عقد الوعد بالقرض.

وفي ختام بحث عن الوعد بالتعاقد، نريد توجيه رسالة إلى متابعينا الكرام، وهو أن الوعد دين عليه، والوفاء بالوعد من سمات الأمم المتحضرة، قبل أن يكون واجبًا قانونيًّا.

تكلمنا عن بحث عن الوعد بالتعاقد

المصادر:

  • كتاب الوعد بالتعاقد لسيف رجب قزامل من موقع المكتبة الشاملة على الإنترنت.
  • كتاب الوعد بالتعاقد أو بالتفضيل والوعد بجائزه، للأستاذ/ السيد عبد الوهاب عرفه محامي بالنقض.

بحث عن الوعد بالتعاقد شروطه وخصائصه والتزاماته و3 من أنواعه