بحث عن المسؤولية العقدية، يقال في شريعة القانون المدني الجملة الأشهر “العقد شريعة المتعاقدين” وهي مبدأ أساسي في القانون، فأي عقد يترتب عليه التزامات واجبة التنفيذ، ومن ثم فالعقد ملزم لطرفيه وعليهم تنفيذ جميع البنود الموجودة في العقد ولا يصح التعديل في بنوده بإرادة منفردة، وينتج عن مخالفة هذا الشرط الرئيسي سواء بعد التنفيذ أو التأخير أو مخالفة الإرادة الجماعية وقوع جزاء على الفاعل، وهذا الجزاء يعرف في القانون بالمسؤولية العقدية.

سنتناول في بحث عن المسؤولية العقدية، آثار المسؤولية العقدية والفرق بين المسؤولية العقدية والتقصيرية وشروط المسؤولية العقدية والتعويض في المسؤولية العقدية.

ما هي المسؤولية العقدية في القانون المدني؟

بحث عن المسؤولية العقدية

المسؤولية العقدية هي الجزاء المرتب على مخالفة التزامات العقد التي وضعها أطرافه ووافقوا عليها بالتراضي والإيجاب، حيث إن العقد شريعة المتعاقدين، ومن الواجب احترام بنوده وعدم الإخلال بها، ويتحمل المسؤولية الطرف الذي بدأ بالإخلال بشروط العقد، ويعاقب عليه بالتعويض.

فالعقد قوة ملزمة لأطرافه، وعلى المدين الالتزام بالتنفيذ العيني للعقد، وعلى الدائن الحق في مطالبة التعويض أمام القضاء إذا لم يؤد المدين ما عليه، حتى إن لم تتوافر سوء النية عند المدين.

كما لا بد من توافر أركان المسؤولية العقدية كاملة كي يتمكن الدائن من المطالبة بالتعويض.

سنتحدث عن أركان المسؤولية العقدية في الفقرة الآتية من بحث عن المسؤولية العقدية.

متى تنشأ المسؤولية العقدية وفقًا لنظرة القانون؟

تنشأ المسؤولية العقدية من إخلال أحد أطراف العقد بالشروط الواردة فيه، فالمسؤولية العقدية موجودة منذ إبرام العقد، لكنها تتجلى في حالة الإخلال بأحد الشروط.

وكي نقول أننا أمام مسؤولية عقدية فعلًا، يجب من توافر الأركان الآتية:

  1. الإخلال بالالتزام العقدي (الخطأ): وهو عدم تنفيذ المدين ما عليه من واجب، سواء كان عدم تنفيذ جزئي أم كلي، أو تأخير في التنفيذ، ويقصد بالخطأ هو حدوث أي شيء لم يحقق النتيجة المطلوبة فالقانون يصنفه خطأً، والخطأ العقدي يكون متحققًا بعدم الالتزام ولا نحتاج لإثبات الخطأ، ولكن يمكن إثبات العكس أو بذل عناية الرجل المعتاد، وفي حال لم يبذل الملتزم العناية اللازمة يثبت عليه الخطأ.
  2. الضرر: وهو الأذى الواقع من قبل المدين وإهماله على الدائن، وربما يكون الضرر ماديًّا أم معنويًّا، لكن الضرر المعنوي يكون صعبًا في التعويص عن المادي.
  3. العلاقة السببية بين الخطأ والضرر: وهنا ينشأ الضرر عن الإخلال بشروط العقد، وإذا لم يؤدِ الإخلال إلى ضرر فلا توجد علاقة سببية، ومن ثم تسقط أركان المسؤولية العقدية.

تابع: بحث عن المسؤولية العقدية.

الضرر في المسؤولية العقدية وكيفية التعويض عنه

من البديهي أنه في حال عدم التزام أحد أطراف العقد بالشروط الموضوعة فيه، ينتج ضرر عن هذا الإهمال، عادة ما يعود على الدائن وحده، أو الأطراف التي لها حقوق.

أكثر أنواع الضرر تكون مادية مرتبطة بالأموال والذمة المالية أو متعلقة بالجسد، وهناك أيضًا أضرار معنوية (أدبية) تتعلق بسمعة الإنسان وكرامته، وهنا يصعب تعويضها، لكنها تحل بالصلح والجلسات العرفية.

ويشترط في الضرر أن يكون مباشرًا ومتوقعًا، وأن يكون محققًا. 

نناقش بحث عن المسؤولية العقدية.

ما هي شروط المسؤولية العقدية في القانون؟

نجمل شروط المسؤولية العقدية فيما يلي:

  1. وجود عقد صحيح: لا تقع المسؤولية العقدية إلا في حال كان هناك عقد مكتوب بين طرفين أو مجموعة من الأطراف، ويجب أن يكون العقد صحيحًا، وفي حال لم ينعقد العقد تمامًا كأن يقع ضرر على أحد الأطراف في أثناء المفاوضات مثلًا فلا تكون هذه مسؤولية عقدية، كما لا نقول أننا أمام مسؤولية عقدية في حال كان العقد منعدمًا بين المسؤول والمتضرر، على سبيل المثال أن يفعل شخص خدمة لشخص آخر للمجاملة.
  2. إخلال الالتزام العقدي: أن ينتج الضرر مباشرة عن الإخلال بالمسؤولية العقدية، فلا يطبق الجزاء الناتج عن الإخلال بالعقد، دون أن يكون هناك عقد صحيح مدون متفق عليه، ولم يلتزم الأطراف بشروطه.

مثال: مسؤولية صاحب العمل عن سلامة العمال وتعويضهم في حال الإصابة، هذه مسؤولية عقدية لأن قوانين العمل نصت على ذلك.

  1. قيام المسؤولية في إطار عقدي: إضافة إلى الشرطين السابقين يجب أن تكون المنافسة في إطار عقدي، وإلا لا تعد مسؤولية عقدية تكون هنا مسؤولية تقصيرية.

تابع معنا بحث عن المسؤولية العقدية، لتتعرف إلى الفرق بين المسؤولية العقدية والتقصيرية.

ما هو الفرق بين المسئولية العقدية والمسئولية التقصيرية؟

تنقسم المسؤولية المدنية في القانون إلى:

  • مسؤولية عقدية: أي تخلف أحد الأطراف عن الالتزام بما جاء في العقد.
  • مسؤولية تقصيرية: قيام شخص ما بفعل غير مشروع، نتج عنه ضرر لشخص آخر، فالضرر يحدث هنا دون وجود عقد على عكس المسؤولية العقدية.

وتنقسم المسؤولية العقدية إلى مصطلحين؛ المسؤولية من ناحية القانون هي الالتزام بإصلاح الخطأ الواقع على المتضرر، أما العقد هو الإيجاب والقبول في الاتفاق على تنفيذ شيء معين.

تابع: بحث عن المسؤولية العقدية.

إليك تفاصيل التعويض في المسؤولية العقدية

إذا تم التحقق من توافر أركان المسؤولية العقدية، ووجود شروطها، فهنا يحق للمتضرر أو للدائن التقدم بدعوى تعويض إلى المحكمة، وعادة ما يكون التعويض بالمال في المسؤولية العقدية، وهو الأفضل كي يأخذ الدائن حقه.

وقد يكون التعويض عينيًّا بأن يصلح المدين الخلل الذي تسبب به، ويتحكم القاضي في تقدير التعويض وفقًا لظروف الدعوى والأحداث الماثلة أمامه.

ويتوجب على من يرفع الدعوى ويطالب بالتعويض أن يقدم ما يثبت وجود الضرر هذا، وارتباطه بالعقد، فيكون التعويض متمثلًا لحجم الضرر الواقع بالشخص، لا مقابل للخطأ.

تقع المسؤولية العقدية على العاقد وأخطاء كل شخص يتبع للعاقد هذا، سواء بحكم الجانب الوظيفي أم بحكم القانون والمسؤول عن أخطاء الأشياء التي تكون تحت حراسته.

الموضوع يناقش بحث عن المسؤولية العقدية.

نناقش آثار المسؤولية العقدية في القانون المدني

بحث عن المسؤولية العقدية

نقدم آثار المسؤولية العقدية في نقاط كما يلي:

  • التنفيذ بطريق التعويض المادي نتيجة عدم الالتزام.
  • التنفيذ العيني للالتزام محاولة أولية.
  • يعد الاتفاق على الأعضاء من المسؤولية العقدية.
  • يعد الاتفاق على التشديد من المسؤولية العقدية.
  • الاتفاق على التخفيف من المسؤولية العقدية.
  • التقليل من إهمال مسؤولية العقد والعمل على تنفيذ ما ورد به.
  • زيادة حس المسؤولية المدنية لدى أطراف العقد.
  • تقليل العبء على المحاكم المدنية.
  • تقليل الخسائر التي تنتج عن ظروف الإفلاس والحالات الطارئة.
  • تنظيم عمليات الاتفاق وضبط قواعد التقاعد بين الأشخاص.

ما زلنا حول موضوع بحث عن المسؤولية العقدية.

الأسئلة الشائعة

جمعنا لكم أهم الأسئلة حول بحث عن المسؤولية العقدية، وأجبنا عنها بواسطة فريق من المختصين القائمين على إدارة موقع أبحاث قانونية.

ما هي المحكمة التي تختص بأمور المسؤولية العقدية؟

تختص المحكمة النظامية بالنظر في دعاوى المسؤولية العقدية في القانون، وهي من الاختصاص القضائي الذي أوجبه القانون.

هل يجوز الإعفاء من المسؤولية العقدية؟

نعم، يجوز ذلك بشرط اتفاق الأطراف، وهنا يعفى المدين من المساءلة القانونية حول عدم التزامه بالعقد.

هل تسقط المسؤولية العقدية بالتقادم؟

نعم، تسقط المسؤولية العقدية بالتقادم بمرور 15 عامًا على إبرام العقد.

المسؤولية العقدية في القانون المدني المصري

عالج المشرع المدني المصري الإخلال بنصوص العقود في المواد من 148 إلى 199 من نصوص القانون المدني، وقد أسهب في سرد أركانها وشروطها.

تابع: بحث عن المسؤولية العقدية.

المسؤولية العقدية في النظام السعودي

أبدى القانون المدني في السعودية اهتمامًا كبيرًا بالمسؤولية العقدية، ولم يترك حالة دون أن تتحمل تقصيرها إذا لم تلتزم بشروط العقد.

المسؤولية العقدية في القانون المغربي

فصل القانون المغربي في الفصل (259) من القانون المدني قاعدة المسؤولية المدنية وتعريفها والجزاء المترتب في حالة عدم التنفيذ.

المسؤولية العقدية في القانون المدني العراقي

اهتم القانون العراقي بتوضيح الفرق بين المسؤولية العقدية والتقصيرية، فالمسؤولية العقدية هي جزاء العقد، أما التقصيرية هي جزاء العمل غير القانوني.

وفي ختام بحث عن المسؤولية العقدية، نرجو منكم الالتزام بالقول وأداء العمل على أتم ما يكون، فهذه سمات الدول المتحضرة.

مصادر بحث عن المسؤولية العقدية:

  • د/ علي فيلالي، الالتزامات، العمل المستحق للتعويض، الجزء الثاني.
  • أ/ حسن علي الذنون، ومحمد سعد الرحو، الوجيز في النظرية العامة للالتزام.
  • إدريس فاضلي، الوجيز في النظرية العامة للالتزام.

 

بحث عن المسؤولية العقدية تعريفها و3 من شروطها وآثارها في القانون المدني