المقاولة من الباطن في النظام السعودي، يعد عقد المقاولة من العقود التي تحتل أهمية كبيرة في الوقت المعاصر نظرا للحاجة المستمرة في إنشاء أو تجديد الأبنية العقارية وهو عادة من العقود القائمة على الاعتبار الشخصي.

حيث يبحث رب العمل عن مقاول يكون له من الإمكانيات ما يمكنه من إتمام عمله بجودة فائقة، إلا أن المقاول عادة يكون في حاجة على الاستعانة بمقاولين آخرين لمساعدته في إنجاز أعماله وهو ما يتم عن طريق المقاولة من الباطن في النظام السعودي.

دعنا نتعرف أولا بما هي المقاولة من الباطن في النظام السعودي

المقاولة من الباطن في النظام السعودي

حاز عقد المقاولة على اهتمام كبير في القانون السعودي، وتعرف المقاولة من الباطن في النظام السعودي على أنه اتفاق بين كل من المقاول الذي يتعاقد مع المستفيد وبين المقاول الثاني.

ومن المفترض أن يلتزم المقاول الثاني بتنفيذ كافة ما تم التعاقد عليه أو جزء منه، ويتم إطلاق على المقاول الثاني اسم المقاول من الباطن أو المقاول الثانوي أو المقاول الفرعي.

ويطبق على عقد المقاولة من الباطن نفس التكليف الذي ينص على أنه في حالة التزام المقاول الثاني بتقديم العمل وبتنفيذ كافة المواد اللازمة له، مثل مقاولة الكهرباء ومقاولة الإنشاءات الصحية في المبني الذي يتم إنشاؤه، يكون العقد الذي تم عقده مع المقاول الأصلي عبارة عن عقد مقاولة من الباطن.

تعرف إلى مشروعية عقد المقاولة من الباطن في النظام السعودي

أكد العديد من فقهاء المذاهب المختلفة على أن فكرة المقاولة من الباطن في النظام السعودي تعد مشروعة وذلك في حالة توفر بها شرطان وهما:

1- عدم ضرورة اشتراط المستفيد على المقاول الأصلي مباشرة العمل بنفسه.

2- يجب ألا تكون شخصية المقاول الأصلي محل أهمية عند المستفيد.

والسؤال الآن من هو المقاول من الباطن في النظام السعودي

مقاول الباطن هو صور من صور المقاول العام ولكنها تلك التي لا تظهر للجميع؛ فالمقاول الباطن يملك نفس المهارات التي يمتلكها المقاول العام، ولكن بصورة أقل في الخبرة أو المستوى أو حتى في الموارد المتاحة، بل أن بعض من مقاولين الباطن هم في الأصل مقاولين رئيسين، لكنهم يستقبلون مشروعات جانبية كمقولين باطنين من وقت لآخر. 

يمكن تعريف مقاول الباطن كونه المقاول الذي يتم الاستعانة به للانتهاء من الأعمال التنفيذية المخصصة، والتي تحتاج إلى مهارات حرفية أكثر من إدارية، ولا يتم ظهوره في الصورة بشكل كبير، بل يتم توكيل المهام إليه بواسطة التعاون مع المقاول الرئيسي. 

إذن فالمقاول الباطني هو أشبه بالعامل الحر الذي يتم الاستعانة بخدماته الحرفية لجودتها وتخصصها العالي والتي تتنوع ما بين السباكة، والكهرباء، والتشطيب، وخدمات الأمن.

تتمثل مهمة مقاول الباطن في كونه أشبه باليد اليمنى للمقاول العام، فبينما ينشغل المقاول العام برؤية الصورة الكبرى والاهتمام بالأمور المالية والإدارية الخاصة بالمشروع، يركز المقاول الباطني على مساعدته في الانتهاء من جميع المهام التنفيذية وتسليمها في الوقت المحدد بأفضل جودة متاحة.

والآن سنناقش حكم عقد المقاولة من الباطن في النظام السعودي

المقاولة من الباطن في النظام السعودي

هناك مجموعة من الأحكام ينبغي الالتزام بها عند القيام بعقد المقاولة من الباطن في النظام السعودي ومن أهم هذه الأحكام ما يلي:

1- العلاقة بين المستفيد والمقاول الأصلي 

 تسير هذه العلاقة بناء على نصوص العقد الذي تم الاتفاق عليه بين كل من المستفيد والمقاول الأصلي.

2- العلاقة بين المقاول الأصلي والمقاول الثاني 

هي علاقة تحكمها نصوص عقد المقاولة من الباطن في النظام السعودي والذي تم عقد بين كل من المقاول الأصلي والمقاول الثاني، ويلزم على المقاول الثاني إنجاز كافة الأعمال التي تم إسنادها له أثناء مدة الاتفاق عليها، كما ينبغي عليه أيضا تسليم العمل الذي يكون محل العقد، ويلتزم بالأجر المتفق عليه مع المقاول الثاني.

3- العلاقة بين المستفيد والمقاول من الباطن  

من المعلوم عدم وجود علاقة واضحة بين كل من المقاول من الباطن وبين المستفيد، وبالتالي فليس هناك حق للمستفيد أن يطلب المقاول من الباطن بتنفيذ كافة ما تم الاتفاق عليه معه، زيادة على أنه لا يجوز للمقاول من الباطن أن يطالب الشخص المستفيد بالأجر الذي قد تم الاتفاق عليه مع المقاول الأصلي.

ولكن في الوقت نفسه نلاحظ أنه يجوز للمقاول من الباطن في حالة عدم حصوله على الأجر المنصوص عليه بعقد المقاولة من الباطن في النظام السعودي أن يعود للمستفيد الذي لا توجد علاقة واضحه بينه، وذلك حسب قاعدة ، أن من تصرف في ملك غيره بما يعود بالنفع على هذا الغير، فإن ما فعله يعد ملزما للمستفيد، دون حاجة إلى إذن سابق أو إجازة لاحق.

والآن سنوضح لكم كيفية التنازل عن المقاولة من الباطن في النظام السعودي

المقاولة من الباطن في النظام السعودي

تنص المادة (71) من نظام المنافسات على أنه ينفذ المتعاقد العمل بنفسه، ولا يسمح له التنازل عنه أو عن جزء منه، أو إنابة غيره في تنفيذه بغير إذن كتابي سابق من الجهة المتعاقدة، ومع ذلك يبقى المتعاقد مسؤولا بالتضامن مع المتنازل إليه أو المقاول من الباطن عن تنفيذ العقد.

وبناء على ذلك، فإن الأصل في التعاقد أن يقوم المتعاقد بنفسه بالتنفيذ، ويكون مسؤولا بشكل مباشر أمام المستفيد، واستثناء من هذا الأصل، أن يقوم المتعاقد بالتنازل عن العقد إلى غيره من موردين أو مقاولين من الباطن بشرط وجود موافقة خطية وصريحة من الإدارة، وإلا فإن التنازل يعتبر باطلا.

وعند موافقة الإدارة تكون المسؤولية بالتضامن بين المقاول الرئيسي والمقاول من الباطن في كافة الأحوال، سواء كان التنازل كليا أو جزئيا، وبذلك فإن العلاقة التعاقدية بين المقاولين غير واضحة.

كما أن المسؤولية التضامنية جاءت بصيغة عامة دون تفاصيل ولم تتطرق إليها اللائحة التنفيذية على الإطلاق، لذا كان من المفترض أن يكون المقاول الرئيسي مسؤولا بشكل مباشر عن أخطاء مقاوليه من الباطن الذين يمكن أن يستعين بهم في تنفيذ المشروع، والنص على ذلك صراحة وبشكل مباشر.

إليك نموذج عقد المقاولة من الباطن في النظام السعودي

نعرض لكم في مقالنا المقاولة من الباطن في النظام السعودي نموذج عقد مقاولة من الباطن وهو كالتالي:

أنه في يوم …….. الموافق …..

تم كتابة هذا العقد بين كل من :

1) السيد / …….. الجنسية ……..رقم الهوية ……..” طرف أول “

2) السيد / …….. الجنسية ……..رقم الهوية ……..” طرف ثاني “

1- البند الأول

يقر الطرف الثاني ….. المقاول من الباطن بأنه اطلع على عقد المقاولة المتفق عليه بين الطرف الأول……المقاول الأصلي و بين السيد / …….. و المتعلق …….. و قد أحاط ببنوده إحاطة تامة كما قام بمعاينة …….. و أنه قبل إبرام هذا العقد على هذا الأساس.

2- البند الثاني

يلتزم الطرف الثاني بتنفيذ المقاولة طبقا للشروط التي تضمنها العقد المشار إليه بدون أي تحفظ مراعيا في ذلك الأصول الفنية المتعارف عليها، و على الطرف الأول تسليمه العمل فور التوقيع على هذا العقد و إلا كان للطرف الثاني المطالبة بتعويض عن الأضرار التي أصابته بسبب عدم تنفيذه.

3- البند الثالث

ينقضى الالتزام بضمان سلامة العمل و بضمان العيوب الخفية بالنسبة للطرف الثاني بتسليم الطرف الأول له، أما إخلال الطرف الثاني بالالتزامات الأخرى فلا تنقضى بالتسليم و يكون للطرف الأول الرجوع بشأنها على الطرف الثاني.

4- البند الرابع

يتعهد الطرف الثاني بتوفير المعدات و المهمات اللازمة لإنجاز العمل دون أن يطلب إلى الطرف الأول إحضار شيء منها.

تختص محاكم …….. بنظر ما قد ينشب من منازعات تتعلق بتنفيذ هذا العقد و يعد عنوان كل من طرفيه المبين به موطنا مختارا له هذا الصدد.

التاريخ ….. /……/……

التوقيع : الطرف الأول…..       الطرف الثاني …..

ختامًا تحدثنا عن المقاولة من الباطن في النظام السعودي، وجميع ما يخص هذا الموضوع من أسئلة أو استفسارات قد تخطر على بالكم. لمزيد من الموضوعات القانونية تابعونا للمزيد.

المقاولة من الباطن في النظام السعودي

تحدثنا عن المقاولة من الباطن في النظام السعودي

إليك 3 أحكام حول المقاولة من الباطن في النظام السعودي ومشروعية عقد المقاولة